الصفحات

الجمعة، 16 مارس 2012

{ارض كنعان} أخي مهيب النواتي .. لا عتب على نقابة الصحفيين

أخي مهيب النواتي .. لا عتب على نقابة الصحفيين
بقلــم
رمــزي صادق شاهيـن
 
أخي الحبيب مهيب النواتي ، الإنسان والإعلامي الذي دفع أجمل سنوات عمره من أجل مهنة البحث عن المتاعب ، هذه المهنة التي أخذت الكثير من الوقت والجهد والعرق ن في زمن كان فيه الرجال يعدون على أصابع اليد الواحدة ، هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم إيصال رسالة شعب يُعاني ويتعرض لأبشع أنواع القهر والتعذيب ، شعب يصادر حقه في العيش على وطنه بكرامة وحرية واستقلال .
 
كان ذلك الزمن الجميل ، حيث العمل بدون راتب ، أو موازنات ، وأحياناً بدون نوم ، المهم أن يكون العطاء بحجم الأمل ، بعيداً عن المصالح والشخصنة والامتيازات ، هذه الامتيازات التي أصبحت اليوم هي العنوان الأبرز للصحفيين ، فكم هو الراتب الشهري ، وكم سيتقاضى من أجل تقرير صحفي أو مقال أو صورة قد تسيء للقضية الوطنية الفلسطينية ، المهم هو الولاء للدولار في زمن غاب عنه الكادر الصحفي الأول ، وأصبح العنوان هو مجموعة من أطفال الأنابيب والمحافظين الجدد .
 
أخي مهيب .. لا أرديك أن تعتب على نقابة الصحفيين ، فلم تعد هي من كانت قبل سنوات ، أو أيام رابطة الصحفيين الفلسطينيين ، فاليوم أصبحت عبارة عن كوفي شوب ، يزوره البعض ممن يُريد أن يحتسى كأساً من الشاي أو فنجان قهوة ، نقابة عبارة عن جهاز لاب توب وختم وورقة مروسة لكنها بدون طعم وبدون معنى ، فهي فاقدة للحواس الخمسة .
 
أخشي في يوم من الأيام أن تعول على هذه النقابة ، فحتى من كنت تعتقد أنهم سيحملون راية الدفاع عن حقوق الصحفيين ، هم أول من حاول تهميش قضيتك ، وهم من زاود على سفرك إلى سوريا ، لدرجة أن أحد الصغار قال ( بيستاهل ليش يروح ) فهذا هو الحال عندما تتغير المبادئ ليحل محلها نظام المحسوبية والواسطة والشللية ونظام الكوتة .
 
عندما نظمت النقابة الإعتصام أمام الصليب الأحمر لم يكن رجولة منها ، بل جاء نتيجة الضغط الذي مارسناه عليها حتى تقف أمام مسؤولياتها ، حين هرب أعضاء الأمانة العامة وخافوا أن يعقدوا مؤتمر صحفي ، وظلت حالة التردد لأكثر من شهر ، حتى أن الفعالية لم يحضرها سوى 5 صحفيين منهم اثنان من الأمانة العامة وأصدقاء مخلصين لك ، وعدد من ممثلي القوى والفصائل ، وأعتقد أن خير شاهد على ذلك هو الأخ والزميل الوفي / هشام ساق الله .
 
لن ننساك مهيب ، ولن نكون مثلهم ، نخون الأمانة ، ونتهرب من المسؤولية ، فكلمة الحق يجب أن تقال ، وحقوق الصحفيين يجب أن تُصان ، والدفاع عنهم واجب وطني ومهني وهو من أولويات نقابة الصحفيين ، لكن للأسف هذه النقابة من غيب التاريخ وزور الواقع وشطب نضالات وتضحيات جيش من المناضلين والمقاتلين الأشاوس في ميدان الصحافة ، هؤلاء الذين تركوا بصمة لا يمكن إلا أن يسجلها التاريخ بأحرف من ذهب ، فكتبوا لفلسطين بالدم ، هذا التاريخ الذي سيذكرهم بمواقف العار والتخلي عن المسؤوليات ... التاريخ الذي سجل فشلهم وتراجعهم طيلة سنوات مضت ، كانوا خلالها يعتبرون النقابة مجرد حاكورة خاصة بهم .
 
&&&&&&&&
صحفي وكاتب فلسطيني
Ramzi.s.shaheen@gmail.com