لن ترضى عنكم الادارة الامريكية..ولا الرباعية حتى توقعوا
بقلم/م.جمال البطراوي
إن اهم ما تسعى إليه السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي والرباعية الدولية هو الضغط وبكل الوسائل سواء قانونية أو غير قانونية لاستجلاب المفاوض الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات والتوقيع على وثيقة (سلام) يشهدها العالم وعبر محافله الدولية وهذه الوثيقة تكون وبالضرورة مقبولة لدى الكيان الصهيوني وتحقق اهدافه وما تخطط له الإدارة الأمريكية والرباعية ويتبعهما في ذلك بعض الدول الأوربية والعربية ،،
هذا هو الهدف الأساسي للسياسة الدولية التي تسيطر على مؤسساتها الأممية الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي سعيا للحصول على- تنازلات (قرارات) فلسطينية نظيفة تحظى بإجماع فلسطيني لا تشوبه شائبة لضمان تنفيذها واستمراريتها – .
ولقد خطى التقدم المتسارع أو ما يسمى بعملية السلام خطا واسعة ودون عوائق حقيقية تذكر
بين سلطة الحكم الذاتي والكيان الصهيوني ،،، وأبدى السيد محمود عباس مرونة كبيرة وقبولا لكل ما عرض عليه في حينه،وكان إنسانيا متفهما لحق الصهاينة بالعيش في ارض فلسطيني، وقد ساعده في ذلك بعض المقربين منه ومن الكيان الصهيوني ومن المرضي عنهم أمريكيا من خلال مبادراتهم ووثائقهم للسلام وكان أشهرها وثيقة يوسي بلين-ياسر عبد ربه للسلام والتي رعتها الخارجية السويسرية ،حيث أسقطت هذه الوثيقة حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهو أهم بند يسعى الكيان إلى عدم المطالبة به وإسقاطه، ويعتبر الكيان انه وبدون إسقاط هذا الحق فان وجوده يظل مهددا وان استقلاله لم يكتمل .
وكان التعاطي الفلسطيني بقيادة السيد محمود عباس لقضايا الشعب الفلسطيني الأساسية تعاطيا استجدائيا وغير مبالي بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولا مكترثا بالحقائق التاريخية الثابتة في الحق الوطني والشرعي لشعب فلسطين على ارضه معتبرا ان هذا من قضايا الماضي المنسي، وهذا ما تؤكده افعاله واقواله العلنية وغير العلنية في جنبات البيت الابيض او داخل الكيان ,وامام وسائل الاعلام.
وكادت الرياح ان تعصف بالقضية الفلسطينية الى مراسي التهلكة وما يشتهي اعداؤها.
الى ان استطاعت قوى تؤمن وتناضل من اجل الحقوق الفلسطينية وليس في برامجها او سياساتها أنها مستعدة للتنازل او التفريط عن أي حق من الحقوق الفلسطينية في فلسطين التاريخية...وهذه القوى المقاومة إسلامية كانت أو وطنية قادتها حماس والحكومة الفلسطينية في غزة كان لها تأثيرها الفاعل من خلال قوة تواجدها الشعبي الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها وازدياد مساحة التأييد الشعبي العربي والدولي والإسلامي لها ،والذي لم يستطع أحدا تجاهله خصوصا وبعد أن خاضت هذه القوى وعلى مسارات ومستويات متعددة تجارب ناجحة لها زادتها تثبيتا في مواقعها ووسعت دائرة مؤيديها ومناصريها حتى أصبحت صاحبة القرار الحقيقي والمحرك الأساسي والفاعل للصيغ السياسية في المنطقة .
مما استدعى إلى حراك دولي باتجاه هذه القوى. وما الحراك الأوروبي والأمريكي الأخير
للتقرب من الحكومة الفلسطينية في غزة إلا وسيلة أخرى أكثر خبثا من وسائل انتزاع القرار الفلسطيني .رغم كون أن هذا الحراك اعترافا ضمنيا بفشل أو عدم نجاعة الوسائل القمعية والعسكرية في فرض الشروط الصهيونية والأوروبية والتي كانت ولشدة قسوتها قد حركت الضمير العالمي والإنساني ضدهم ..خصوصا وبعد الجريمة الصهيونية بحق متضامنين دوليين وقتل عدد منهم أمام وسائل الإعلام في قافلة أسطول الحرية.
فبدؤوا يعيدون النظر في خططهم وتجميلها وجعلها تبدو أكثر شرعية وإنسانية وشاهدنا عدة انفراجات مخطط لها في مجال الحصار والمعابر وإدخال بعض السلع لكن الخطط مازالت قائمة والتحدي في حقيقة الأمر ازداد شراسة
والذي كان أخره التعدي على الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني وحقه في التعبير عن راية وإظهار الظلم الواقع عليه من الكيان الصهيوني وذلك بعد القرار الفرنسي الجائر بوقف بث فضائية الأقصى هذه الفضائية الملتزمة بتوجهاتها الوطنية تجاه شعبها المؤدية لواجبها الوطني والإعلامي بكل صدق ومهنيه ولم تكك يوما عدوانية أو محرضة ،إلا إذا اعتبر أن حق الشعوب في مقاومة محتليها تحريضا .ولقد كانت هذه القناة الفضائية مستهدفة دائما وقد تم قصفها بالصواريخ الصهيونية ولكنها عادت إلى البث من جديد وحاولت الإدارة الأمريكية وقف بثها ولم تنجح.
والقرار السياسي الفرنسي يأتي في نفس الإطار للمخطط الصهيوني وشكل أخر من أشكال الحصار السياسي والإعلامي وللتغطية على الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ولحجب صور المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني عن أنظار العالم وإفساح المجال أمام السياسات الصهيونية من اغتصاب الأرض وبناء المستوطنات وإحلال المستوطنين مكان السكان الأصليين بعد هدم منازلهم وتهجيرهم .
هذا الاستهداف لم مستغربا من الحكومة الفرنسية وباقي القوى المعادية لشعبنا الفلسطيني، التي عملت ومنذ اغتصاب فلسطين وإعطاء الحق للصهاينة في إقامة كيانهم العنصري على الأرض الفلسطينية وحماية هذا الكيان وتزويده بالسلاح والمال، وقد كانت لفرنسا السبق في مساعدة الكيان في مشروعة النووي ومساعدته في بناء المفاعل النووي في ديمونه، وكان لها السبق في تزويد الكيان بطائرات ميراج الفرنسية التي حسمت معارك 1967 .
كل ذلك لا يستغربه أي فلسطيني ولكن المؤسف والمستغرب هو السكوت الأقرب للموافقة على هذا الفعل والذي نراه من سلطة فتح في رام الله بل وقيام هذه السلطة بملاحقة واعتقال مراسلي فضائية الأقصى والتحريض ضدها وإذا ما رجعنا بذاكرتنا قليلا يمكننا تذكر أن هذه الفضائية قد تم إصدار قرار بحقها من النائب العام الفلسطيني في حينه في العام2006يقضي بإغلاقها .
أنها ليست عقدة المؤامرة بل هي المؤامرة بعينها وبكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني .
فلنتوقع المزيد من التحديات وعلى كافة جبهات المواجه وبكل أشكال العدوان وأنواعه
*عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
nidalfront@hotmail.com