الأحد، 18 مارس 2012

{ارض كنعان} وجود نقابة صحفيين أخرى ليست الحل

وجود نقابة صحفيين أخرى ليست الحل
بقلــم
رمــزي صادق شاهيـن
 
منذ اللحظة الأولى لأزمة نقابة الصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة ، أعلنا موقفنا الرافض لطريقة التعامل التي تم خلالها السيطرة على مقر النقابة وفرض مجلس إدارة لإدارة أمور النقابة ، والذي بالتأكيد لم يكن في إطار حل المشكلة القائمة منذ عام 2010م ، حيث قامت النقابة بإجراء الإنتخابات التي كانت خطأ مهني كبير ، نظراً لعدم وجود حالة توافق عليها حتى من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية .
 
وبرغم كل الجهود التي بذلت من أجل احتواء الأزمة ، وكان آخرها مبادرة شبكة المنظمات الأهلية ، إلا أن الفشل كان حليف هذه المبادرات وذلك لإتساع الفجوة بين الأطراف والتي بالنهاية أثرت على العلاقة المهنية بين أبناء المهنة الواحدة ، وأعطت صورة للصحفيين بأن نقابتهم لحقت بموكب الإنقسام الذي انطلق عام 2007ن ، ولازالت حلقاته مستمرة حتى اليوم ، وأصبحت النقابة جزء منه .
 
إن استمرار البعض في التمسك بمواقفه المتصلبة لهو دليل على أن الأزمة لن تنتهي ، وقد زاد ذلك تنظيم نقابة الصحفيين الإنتخابات الأخيرة في 9 مارس الحالي ، هذه الإنتخابات التي لم تكن نزيهة بالقدر الكافي ، برغم محاولة البعض تصويرها أنها عرس ديمقراطي ، إلا أن الحقيقة هي أنها مسرحية فاشلة تم صياغة فصولها بالتزوير وشطب التاريخ والتلاعب في أسماء الصحفيين ، وزج أسماء بشكل حزبي وشخصي .
 
الآن ستنظم لجنة تسيير الأعمال بنقابة غزة انتخابات مستقلة ، هذه الإنتخابات التي ستفرز جسم بديل عن النقابة الأم ، وبالتالي فإن النقابة ستصبح نقابتين ، كُل منها سيعمل وفقاً لقانونه الخاص ، بعيداً عن المصلحة العليا للصحفيين ، وبالتالي سيكون مصير النقابتين الفشل ، لأن تشتت المرجعيات وتعددها لن يكون في صالح الصحفيين وعملهم ، لأن الأصل في القضية هو توحيد الجهد والعمل بعيداً عن الصراعات السياسية والمناكفات ، خاصة أن الصحفيين هم رسل لقضية أهم من كُل المسميات وهي قضيتنا المركزية ومعركتنا مع الإحتلال التي لازالت مستمرة .
 
لن يُكتب النجاح لأحد ، مادمنا نعمل وفق أجندة حزبية وفصائلية ، فقضية النقابة يجب أن نبعدها عن المناكفات السياسية ، لأن الصحفيين بالنهاية يعملون جنباً إلى جنب في نقس الميدان ، وهم يحملون أرواحهم على أكتافهم من أجل رسالة وطنية وإنسانية ، وبالتأكيد أي عمل لتفريقهم سيكون فاشل لا محالة ، والحل الوحيد هو العودة للحوار ، وعدم تشكيل أي أجسام جديدة ، برغم كُل ملاحظاتنا على النقابة القائمة حالياً والتي تحتاج إلى ثورة إصلاح وربيع عربي خاص جدا .
&&&&&&&&
صحفي وكاتب فلسطيني
Ramzi.s.shaheen@gmail.com