الجمعة، 13 نوفمبر 2009

لماذا التظاهر بالخيبة ؟

الشبكة الاعلامية الفلسطينية-مجال-
orahash@gmail.comلماذا التظاهر بالخيبة ؟


عوني صادق



إعلان محمود عباس عن "عدم رغبته" الترشح للانتخابات الرئاسية التي أصدر مرسوما بإجرائها في الرابع والعشرين من كانون الثاني المقبل لا تدل على أن الرجل قرر اعتزال الحياة السياسية، بل إن الإعلان في بعض ما انطوى عليه من عبارات تفيد أن الأمر لا يزيد عن مناورة تخرجه من عنق الزجاجة التي وضع نفسه وفريقه فيها بعد أن خذله أصدقاؤه الأميركيون. نقول ذلك لأن الموقف الأميركي لم يأت من فراغ ولم يكن ابن لحظته.

ففي نهاية الأسبوع الثالث من شهر تشرين أول الماضي، وقبل زيارة وزيرة الخارجية ألأميركية هيلاري كلينتون إلى المنطقة، والتي مهد لها المبعوث الرئاسي جورج ميتشيل، أجرى الرئيس محمود عباس مكالمتين مع الرئيس باراك أوباما ولمح في إحداهما إلى احتمال ترك منصبه، قائلا: "سيدي الرئيس، لم أعد أستطيع، أنت وإسرائيل وحماس حشرتموني في الزاوية ولم تتركوا أمامي أي مساحة. نحن يائسون من الوضع".

وقبل زيارة كلينتون- ميتشيل ولقائهما المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، كان مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز قد قال في ندوة عقدت في واشنطن تطرق فيها للموقف الأميركي من المفاوضات: "حان الوقت للذهاب إلى ما هو أبعد من تنظيم مفاوضات". وبعد إشادته بجهود ميتشيل، قال: إن " الوقت حان لإطلاقها بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي..." (الأخبار اللبنانية- 17/10/2009).

وبعد اللقاء الذي جمع بنيامين نتنياهو وميتشيل، نقل عنه مرافقوه قوله: " إن الفجوات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لا تزال كما هي والطريق لا تزال مسدودة " (الصحف-30/10/2009).

وفي لقاء وزيرة الخارجية والرئيس محمود عباس في أبو ظبي، عرضت عليه ضرورة استئناف المفاوضات، فشدد عباس على وقف عمليات الاستيطان قبل ذلك، بينما كان نتنياهو يكرر منذ مدة أن مطلب وقف عمليات الاستيطان يعتبر "شرطا مسبقا" مرفوضا. وفي المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته كلينتون وشارك فيه نتنياهو في القدس المحتلة بعد مباحثاتهما، كرر نتنياهو موقفه قائلا: إنه " على استعداد لاستئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة "، وأن "رئيس السلطة الفلسطينية هو الذي يعيق استئناف المفاوضات" بوضعه شروطا مسبقة، وقد أيدت كلينتون هذا الموقف فعقبت على كلام نتنياهو بقولها: "إن ما يقوله رئيس الوزراء دقيق"!

هكذا يبدو الموقف الأميركي واضحا لا لبس ولا غموض فيه، وكان واضحا على الأقل منذ اللحظة التي تراجع فيها ميتشيل وقبله باراك عن التمسك بوقف العمليات الاستيطانية. والموقف الأميركي كان دائما، وسيبقى، فيما يتعلق بما يخص الكيان الصهيوني ملتزما بما يراه هذا الكيان لصالحه. هذا المبدأ لم يبتدعه أوباما، لكنه بالتأكيد لم يكن متوقعا أن يشذ عنه. لقد سبق لأوباما أن جعل من مسألة "تجميد الاستيطان" قضية القضايا ثم تراجع عن ذلك، إلى أن أصبحت رموز إدارته ترى وتعلن أن ذلك يمثل قيدا و "شرطا مسبقا" على المفاوضات، الأمر الذي لا يصح لمن يريد التوصل إلى اتفاق!

لماذا إذن الشكوى والتظاهر بخيبة الأمل واليأس ثم إعلان "عدم الرغبة" في الاستمرار؟ أليس ما تعلنه سلطة أوسلو صباح مساء هو أنه لا سبيل أمام الفلسطينيين إلا المفاوضات ثم المفاوضات، ثم الإصرار على المفاوضات؟ إنه لا يجوز لمن يعلن ذلك أن يصاب بالخيبة أو باليأس، بل وأكثر من ذلك عليه أن يذهب إلى المفاوضات "بدون شروط مسبقة"، إلا إذا جاءت من "الشريك الإسرائيلي" أو من "الراعي الأميركي"، لأنها في هذه الحالة لا تستهدف إلا "إنجاح المفاوضات"! فالشروط الإسرائيلية- الأميركية على استئناف المفاوضات، أو على المصالحة الفلسطينية، أو على الحكومة الفلسطينية، كلها شروط لمصلحة "سير المفاوضات" من أجل التوصل إلى اتفاق يهم أطراف هذه المفاوضات جميعا أن تتوصل إليه! أليس في ما أصبح يقوله الأميركيون، وهو ما سبق لنتنياهو أن قاله، من أن الموقف النهائي من الاستيطان سيتقرر عند بحث مسألة الحدود ضمن ما يسمى "قضايا الحل النهائي"؟

مرة أخرى، لماذا إذن الشكوى والتظاهر بالخيبة واليأس ثم إعلان "عدم الرغبة" في الاستمرار؟ إن ذلك يخدم هدف أنصار أوسلو على أكثر من جبهة. فأولا، التظاهر بالخيبة يوحي بأنه كان لديهم ما يطالبون به، وهو أقصى ما يتوقع من مفاوض من هذا النوع، وبأنهم حصلوا على "وعود" بشأن تلك المطالب، لكن " الظروف" لم تساعد على تنفيذها، وهو ما يجعل هؤلاء يوحون بأن "الأمل" يظل موجودا شرط التمسك به رغم العقبات ورغم "التعنت" الذي يظهره "الشريك"، وهو بعض ما انطوى عليه إعلان عباس عندما قال إن "تحقيق السلام يظل ممكنا"، وما لم يتحقق هذه المرة يمكن أن يتحقق في مرة قادمة! وإذا بدت الخطوات "متعثرة" فهذا دليل على جدية "الصراع" الذي يخوضه المفاوضون، على عكس ما يزعمه الرافضون من أن الصراع في هذا الميدان هو أقل صعوبة من الصراع في الميادين الأخرى، كميدان المقاومة المسلحة مثلا! أيضا، من جهة أخرى، التظاهر بالخيبة أو اليأس، قد يدفع "الشركاء" إلى الإقدام على بعض "مبادرات حسن النية" لتعزيز موقف أنصار المفاوضات، فيبدو وكأنهم حققوا بالخيبة ما لم يحققوه بغيرها، ويبدو أن عباس استطاع أن يحقق "نصرا" بسبب "تمسكه بمواقفه"، وهو ما يفتح باب البحث مجددا عن سبل "استئناف المفاوضات المجمدة". أليس الهدف هو أن لا يتوقف الحديث عن المفاوضات؟ ذلك كله يصب في قناة المناورات إلا إذا كان الأميركيون قد استغنوا عنه لصالح من هو أكثر ليونة وامتثالا لأوامرهم، وهذا النوع حوله وفي إطار هيكل السلطة كثيرون.



لقد أثبتت كل الأحداث والوقائع أن الصهاينة ماضون في برنامجهم للاستيلاء على كل فلسطين، وكذلك ما تيسر من الأراضي العربية، وهم مقتنعون أن الظروف الدولية والعربية الراهنة تعطيهم كامل الفرصة لتحقيق هذا البرنامج، وكل ما يقال غير ذلك باطل. والحقيقة هي أن الخيبة ليست تلك التي تبدو، أو لا تبدو، على وجوه أنصار أوسلو، بل هي تلك التي تعيشها الجماهير الفلسطينية، في الداخل وفي الشتات على حد سواء، تلك النابعة من حقيقة تفيد أن هذه الجماهير و"قواها الوطنية" قد أصبحت عاجزة عن تحريك البركة التي أسنت، واستسلمت لما تأتي به الأقدار! فهل هذا صحيح؟ أين تلك الجماهير التي أشعلت الانتفاضتين؟ أين القوى التي حملت راية تحرير فلسطين؟ أين وكيف كل ذلك اختفى؟ هل حقا أمكن قمعها؟ هل نجح النخاسون في شراء سكوتها وهدوئها ودفعوها إلى هوة اليأس؟ إن شعبا قاوم قرنا كاملا لا يمكن أن يقبل الخضوع، وفي ما أعلنه ما يبرر حل السلطة القائمة في إطار أوسلو، وهذا الباب الذي يمكن أن تدخل منه كل البدائل الممكنة لمواجهة الاحتلال من منظور سليم.


الجمعة، 6 نوفمبر 2009

تصوري يا شيرين

الشبكة الاعلامية الفلسطينية-مجال-
orahash@gmail.com

تصوري يا شيرين!

رشاد أبوشاور

العنوان مختصر، ولولا الإثقال على القارئ لجعلته هكذا: تصوري يا شيرين، ثمانية أعوام حتى سمحوا لنا بافتتاح مدرسة في الجفتلك، ومنذ 12 سنة ونحن نفاوضهم ولم يسمحوا لنا بشّق طريق، أو افتتاح مستشفى، في الأغوار..يا شيرين !

أمّا شيرين فهي شيرين أبو عاقله، مراسلة ( الجزيرة) في الضفّة الغربيّة، وأمّا الذي يشكو لها فكبير المفاوضين، رئيس دائرة المفاوضات، صاحب كتاب( الحياة مفاوضات)، وإستراتيجية : المفاوضات ثمّ المفاوضات ثمّ المفاوضات...

يوم الأربعاء 28 الجاري، قدّمت قناة ( الجزيرة) ريبورتاجا أعدّته مراسلتها شيرين أبو عاقلة _ أعيد بثّه صبيحة الخميس _ من منطقة الأغوار الفلسطينيّة، الواقعة غربي نهر الأردن.

ثمّة بوابة يتحكّم بها الاحتلال، لا تُفتح للفلسطينيين، ويسمح فقط بعبور بعض الفلسطينيين الذين هم بقايا الصامدين في الأغوار.

ثمّة مستوطنة اسمها (روغيه) عدد أفرادها 37 شخصان، وهؤلاء يستحوذون على البئر الأرتوازية التي تقع في أرض ممتلكة لفلسطيني تتكوّن أسرته من 27، وهو غير مسموح له بحفر بئر جديدة، وأغنامه تعاني من العطش والتعرّض لتقلبات الطقس، فقد حرمته قوّات جيش الاحتلال حتى من تظليل ألواح الزينكو على رؤوس أغنامه، واعتبروا أنها ( مُنشأة)، تضييقا عليه ( ليطفش) ويترك أرضه، ولكنه مع ذلك جعل من اسم ابنته الصغرى ( صمود) موقفا وعنوانا لتشبثه بأرضه.

نرى في الريبورتاج المصوّر ماسورة ماء تنقّط قطرات قليلة، في أوعية يضعها الفلسطيني ليجمع فيها النزر اليسير من الماء الذي لا يكفيه وأسرته، والقطيع الذي يعتاشون من إنتاجه!

مساحة الأغوار الفلسطينيّة تقرب من 20% من أرض الضفّة الغربيّة، وهي الآن مستحوذ على أغلبها، سواء من المستوطنين، أو (لضرورات) عسكريّة، أو لتبقى خاضعة للاحتلال إلى ما يسمّى بالحّل النهائي، وهي تعتبر منطقة (حدوديّة) مع الأردن.

شيرين أبو عاقلة تختم الريبورتاج بلقاء مع كبير المفاوضين صائب عريقات، فيتدفق الرجل بالشكوى مّما يعانيه فلسطينيّو الأغوار من الاحتلال، وما يضعه أمامهم من صعوبات تضييقا عليهم، ويشكو لها: تصوري يا أخت شيرين: 8 سنوات ونحن نفاوضهم على مدرسة، حتى سمحوا لنا بافتتاح مدرسة في ( الجفتلك)!

تصوري يا أخت شيرين: منذ 12 سنة، ونحن نفاوضهم على شّق طريق ومستشفى للفلسطينيين في الأغوار، ومع ذلك لم يسمحوا لنا !

لم يشعر كبير المفاوضين بالحرج وهو يشكو للأخت شيرين وكأنها بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة، متناسيا أنها، ونحن معها، وكل مشاهد عربي، يمكن أن نسأله: ولماذا تواصل المفاوضات 12 سنة لشّق طريق، وبناء مستشفى؟ هل أنت مقتنع بأنك ستصل إلى نتيجة من التفاوض ( معهم)؟ ومتى برأيك سيأذنون لك بفتح مستشفى وشّق طريق لفلسطينيي الأغوار؟ وكم مائة سنة تحتاج يا كبير المفاوضين لتقنعهم بإنصاف فلسطينيي الضفّة الغربيّة الذين يستهلك واحدهم ربع ما يستهلكه المستوطن من ماء هو ماء هؤلاء الفلسطينيين، كما كشفت تقارير محايدة لجهات تابعة للأمم المتحدة؟!

إذا كنت قضيت 8 سنوات تفاوضهم لافتتاح مدرسة لأبناء ( الجفتلك)، وتضيّع 12 سنة للطريق والمستشفى، فمتى إذا ستحقق لنا دولة بالمفاوضات والمزيد من المفاوضات؟ ألا تشعر بالحرج يا دكتور؟ أم تراك تعتبر أن المفاوضات هي مهنة لا مهنة لك غيرها، وأنها ( خياركم) الذي يضيّع الوقت على شعبنا، وخياره الذي لا خيار غيره؟!

أنت تعيش في أريحا، وأنا عشت في مخيمات أريحا يا دكتور، وأعرف أن أريحا لم تخسر مياهها، وأرضها التي تحيط بها، إلاّ بعد ( سلام أوسلو)، وأن الاستيطان وعمليات النهب استشرت في الأغوار بعد (سلام أوسلو).

ما دمت تشكو أمر الاحتلال لشيرين التي تعرف كّل شيء، هي التي تنقل لنا بالصوت والصورة مباشرة _ مع زميلتها جيفارا، وكل المراسلين الشجعان في وطننا، بقيادة( الكابتن) وليد العمري _ ما يجري لأرضنا وأهلنا، فلماذا تواصل التفاوض، ولماذا لا تستقيل بعد الفشل في فتح مستشفى وشّق طريق؟

ترى: كم تحتاج القدس من مفاوضات ومفاوضات يا دكتور صائب لإنقاذها، وهل ستنقذها المفاوضات بعد أنضيّعها سلام أوسلو؟! وهل سيبقى منها، ومن مدن الضفّة، وقراها ومياهها شيء للدولة الموعودة، وأنتم تفاوضون؟! أنتم فقط ستضيّعون كّل فلسطين، بعد أن ( سخرتم) كثيرا من شعار: تحرير كّل فلسطين!




الخميس، 5 نوفمبر 2009

انجاز وعد بلفور و سراب وعود اوباما

الشبكة الاعلامية الفلسطينية-مجال-
orahash@gmail.comانجاز وعد بلفور و سراب وعود اوباما


محمد العبد الله


رت في الثاني من هذا الشهر، الذكرى الثانية والتسعين لوعد "بلفور". في ذلك اليوم من عام 1917 اصدر وزير الخارجبة البريطاني جيمس آرثر بلفور تصريحا مكتوبا وجهه باسم الحكومة البريطانية إلى اللورد ليونيل روتشيلد ، يتعهد فيه بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين". وبموجب هذا الوعد، الذي منحه وزير الخارجية البريطاني لليهود، أعطى من لايملك إلى من لايستحق. ومنذ ذلك التاريخ توضحت بشكل صارخ، طبيعة العلاقة بين الامبراطورية البريطانية، والحركة الصهيونية. كما بدأت مع ذلك الوعد، الخطوات المتسارعة لتتحقق من خلال الترتيبات المباشرة، الهجرة اليهودية المتعاظمة، والدعم اللوجستي الكامل للعصابات اليهودية الصهيونية. والتي مهدت لها العديد من القرارات الصادرة عن السلطة العليا لإدارة الانتداب البريطاني فوق أرض فلسطين. وإذا كانت المذابح وعمليات الطرد والتهجير، التي استهدفت أصحاب الأرض الأصليين، قد ازدات وتيرتها في ظل الدعم اللامحدود من بريطانيا للحركة الصهيونية، فإن مايعانيه الشعب العربي الفلسطيني بعد العقود التسعة المنصرمة من عمر الوعد المشؤوم، يؤكد أن الجريمة والمذبحة مازالت مستمرة، بأسماء جديدة، تعيد انتاج الوعد البريطاني، بوعد أمريكي _ وعد بوش للمجرم شارون_ في شهر ابريل/نيسان عام 2004، يتماهى بنتائجه الكارثية على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، بالوعد البريطاني، من حيث ترسيخ كيان العدو الصهيوني بالأرض العربية، بحماية امبريالية جديدة، تأخذ بعين الاعتبار، الدور الذي يضطلع بها هذا الكيان/الثكنة/المخفر، الاحتلالي والاستعماري، كرأس حربة لسياسة الهيمنة والتوسع الامبريالية .
وعلى الرغم من السقوط المريع للحقبة "البوشية"، لكن ثلاثمائة يوم من عمر قيادة "أوباما" كانت كفيلة، بتقييم ماتحقق من "حلم التغيير"، الذي حمله الرئيس الأسود لداخل البيت الأبيض!.فالرهان على المباشرة في تحقيق أجزاء من ذلك الحلم في الداخل الأمريكي قد ثبت فشله. فالأزمات المالية والاجتماعية مازالت تتفاقم، وتصطدم كل محاولات احتوائها، في بؤس الحلول المستندة إلى عقلية رأسمالية/ريعية/ربحية. كما أن السياسة الأمريكية في أكثر من مكان في العالم، تعاني من استعصاءات حادة، ناهيك عن الدماء الغزيرة التي تسيل من قوات الغزو والاحتلال في افغانستان والعراق، بفعل تنامي واتساع المقاومة الوطنية فيهما. على الجانب الفلسطيني، فإن السقوط الأخلاقي والقيمي قد لحق بالرؤية الأمريكية التي حملها "أوباما" لحل الأزمات في المنطقة، وخاصة الصراع العربي/الصهيوني. فالستة آلاف كلمة التي تضمنها خطابه الشهير في جامعة القاهرة قبل بضعة أشهر، والآيات القرآنية، التي دعّم بها مواقفه عن "العدالة والسلام والحوار والتلاقي والتسامح"، لم تصمد أمام سياسة الهيمنة، والمصالح الامبريالية في منطقتنا العربية، والساحة الاقليمية المجاورة "ايران". وتأتي المناورات العسكرية المشتركة بين الجيش الأمريكي وجيش العدو الصهيوني، لمواجهة الأخطار المحيطة بالكيان الصهيوني، ورفع درجة الاستعداد والجاهزية لدى جيش الاحتلال، للقيام بضربات جوية متوقعة للمفاعل الإيراني، لترسم الصورة الحقيقية للمهام المستقبلية المنوطة به.إن نصب شبكات الصواريخ الأمريكية الحديثة والمتطورة فوق أرض الوطن المحتل، وعلى البوارج والسفن، داخل مياهه الاقليمية، والحديث الأمريكي من أن (الدفاع عن حيفا كالدفاع عن سان دييغو) يعكس نوعية التحالف الجديد وأهدافه .

انطلاقاً من هذه المصالح، انتقل الموقف الأمريكي خلال الأسابيع الأخيرة، من ضرورة تجميد الاستيطان والنمو الطبيعي، إلى تقليصه، ثم إلى كبحه، وأخيراً، ماصرحت به "هيلاري كلينتون" أثناء زيارتها لدولة الامارات، وكيان العدو، والمغرب. ففي مدينة مراكش، وعلى هامش انعقاد جلسات "منتدى المستقبل" أشادت رئيسة الديبلوماسية الأمريكية بـ(المبادرات الإيجابية التي قدمتها حكومة العدو في هذا الإطار. إن الإسرائيليين استجابوا لمطالب الأميركيين والفلسطينيين والعالم العربي بوقف الأنشطة الاستيطانية، عبر إبداء استعدادهم لتقييد النشاط الاستيطاني)، لكنها حاولت الاستدراك والتخفيف من نتائج ذلك التقييد قائلة (إن هذا العرض هو أقل بكثير عما كنا نريده، ولكن إذا تم العمل على تنفيذه فسيكون تقييدا غير مسبوق على المستوطنات، وسيكون له أثر كبير وملموس على تقييد نموها). في هذه اللغة الملتبسة حيناً، والواضحة أحياناً كثيرة، تحاول الإدارة الأمريكية التخفيف من التأثيرات التي أحدثتها مواقفها قبل ساعات، في كل من ابو ظبي _ أثناء لقائها بوفد سلطة رام الله _، وتصريحاتها في القدس المحتلة، والتي تتركز جميعها بالتأكيد _كما تقول _ على ( أن تجميد الاستيطان ليس شرطا لاستئناف المفاوضات)، معتبرة بذات الوقت (أن مطلب الفلسطينيين تجميد الاستيطان هو مطلب حديث العهد ولم يطرح من قبل). ويبدو ان كلينتون قد فاتها، بأن وقف الاستيطان قد ورد في نصوص جميع "الاتفاقات الفلسـطينية" مع كل حكومات العدو المتعاقبة منذ اتفاق اوسلو وحتى اليوم. لكن الذي لم يغب عن ذهنها، كان الاشادة بدور ووظيفة السلطة ورئيسها في رام الله المحتلة بسبب (الخطوات الإيجابية، خاصة تحسين الوضع الأمني في الضفة الغربية).
اللافت لنظر المراقبين، كان رد فعل السلطة على الموقف الأمريكي الجديد. ناصر القدوة استغرب الحملة على الموقف الأمريكي، لأن ذهاب الوفد الفلسطيني للمفاوضات المتكررة في ظل حقبة بوش، وحكومة أولمرت، كان في ظل تنامي بناء "المستوطنات"، متسائلاً عن السبب المباشر لهذا "التصلب" المفاجىء!. نبيل أبو ردينة أصر بحديث للصحافة بعد تصريحات كلينتون في مراكش، من أن الذهاب للمفاوضات لن يتم قبل أن تتوقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة والقدس . لكن وزير خارجية السلطة "رياض المالكي" كان له رأي آخر بعد ان استمع لكلام كلينتون وهو يشارك بمنتدى المستقبل(لقد فوجئنا بتصريحات كلينتون في القدس). مضيفاً(اعتقد أن هذه التصريحات قد صُحِّحت لاحقا. لذلك نحن راضون لان الموقف الأميركي عاد إلى ما كان عليه). لكن الوزير "المتفائل" لم يلاحظ الفرق بين الموقف السابق للإدارة الأمريكية تجاه النشاط الاستعماري الاستيطاني، وضرورة توقفه للبدء بالمفاوضات، والموقف الجديد، الذي "لحس" الشروط المسبقة لبدء المفاوضات!.
إن التطور الأخير في الموقف الأمريكي، يعكس طبيعة الحلف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وكيان العدو. ويشير إلى أن وظيفة هذا الكيان في سياسة الهيمنة الأمريكية على أقطار الوطن العربي ودول الجوار الاقليمية، يحتل الأهمية القصوى عند رسم السياسة الأمريكية الخارجية. ولهذا فإن الخلاف الفلسطيني/العربي، ليس مع حكومة العدو الصهيوني وممارساتها فقط، بل هو في الأساس مع الإدارة الأمريكية ومصالحها . فهل يتوقع المواطن العربي خطوة عربية باتجاه تصحيح مسار الخطاب الرسمي العربي في مواجهة اعداء الأمة؟ أم ان هذه التوقعات لاتعدو أن تكون أحلام يقظة ؟.




















الاثنين، 2 نوفمبر 2009

لجنة المتابعة العليا فصائل تحالف القوى الفلسطينية





بيان صحفي

لجنة المتابعة العليا فصائل تحالف القوى الفلسطينية

للمؤتمر الوطني الفلسطيني

بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم

تدعو للتمسك بالحقوق الوطنية والتاريخية ، وتؤكد على الاستمرار بالعمل لإنهاء الانقسام الداخلي عبر الحوار الوطني بعيداً عن الضغوطات والابتزازات ، وتدعو كل قوى شعبنا لتجديد المقاومة والانتفاضة ، وتدين وتستنكر الموقف الأمريكي المنحاز للعدو الصهيوني، وتطالب الدول العربية والإسلامية وكل قوى أمتنا بتحمل مسؤوليتها التاريخية .
جاء ذلك في بيان صحفي بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم ، قالت فيه :
إن لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني وفصائل تحالف القوى الفلسطينية في ذكرى وعد بلفور المشؤوم تدعو كل قوى شعبنا وجماهيرنا في الضفة الغربية وغزة وفي فلسطين المحتلة عام 48 وفي تجمعات اللجوء والشتات بالحرص على الوحدة الوطنية على أساس التمسك بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية ، وتصعيد المواجهة للاحتلال وإجراءاته العنصرية والاستيطانية وتجديد المقاومة والانتفاضة في وجه هذا التطرف والغطرسة الصهيونية ومواجهة الضغوطات والابتزازات الأميركية والصهيونية التي تستهدف النيل من حقوق شعبنا .
كما أننا نؤكد التزامنا بالعمل من أجل إنهاء حالة الانقسام الداخلي عبر الاستعداد لاستئناف الحوار الوطني انطلاقا من التمسك بحقوق شعبنا وحقه في مقاومة الاحتلال ومواجهة المحاولات الجارية لتصفية القضية الفلسطينية تحت ستار الحل الأمريكي الموعود ومسار المفاوضات العبثية ، وهي إذ تدين وتستنكر الموقف الأمريكي المنحاز للاحتلال الصهيوني والذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية في لقائها الأخير مع نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ، وتطالب الدول العربية والإسلامية وكل قوى أمتنا بتحمل مسؤولياتهم التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها أمتنا ، كما تدعو إلى التحرك السريع لحماية القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية في ضوء ما يقوم به المستوطنين وجيش الاحتلال من عدوان مستمر على المسجد الأقصى المبارك .
إن لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني وفصائل تحالف القوى الفلسطينية تعاهد جماهير شعبنا وامتنا على الاستمرار في المسيرة النضالية بمقاومة الاحتلال والتصدي لكل أشكال العدوان والاستيطان والعنصرية ، وتؤكد تمسكها بكامل الحقوق الوطنية والتاريخية على كامل التراب الوطني الفلسطيني .

دمشق 2 / 11 / 2009
أمانة سر لجنة المتابعة العليا فصائل تحالف القوى الفلسطينية




























وعد بلفور ... بيان صحفي صادر عن جبهة النضال الشعبي الفلسطيني

الشبكة الاعلامية الفلسطينية-مجال-
orahash@gmail.com

بيان صحفي.jpg (266KB)





--------------------------------------------------------------------------------





بيان صحفي



بمناسبة ذكرى وعد بلفور المشؤوم



جبهة النضال : تدعو للعودة للحوار الوطني وإعادة بناء ( م.ت.ف ) كمرجعية عليا لشعبنا وتطالب بوقف المراهنة على أوهام التسوية والمفاوضات ، وتؤكد على التمسك بالحقوق الوطنية والتاريخية لشعبنا وأمتنا .







يصادف اليوم الذكرى الثانية والتسعون لوعد بلفور المشؤوم الذي دعا إلى إقامة الكيان الصهيوني وتهجير شعبنا من أرضه خدمةً لأهداف استعمارية ما زالت قائمة حتى اليوم واستمرت الولايات المتحدة وبريطانيا والغرب عموماً يقدمون الدعم لهذا الكيان العنصري - الاستيطاني على أشلاء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية ، واتضح موقفهم جلياً واضحاً من خلال تجاهلهم تقرير غولدستون والعدوان الهمجي على شعبنا في قطاع غزة البطل ، وتغطية مخططات العدو الإجرامية في فلسطين كاملةً .



وإذ نستذكر الوعود الاستعمارية ننظر إلى مشاريع التصفية لقضيتنا من قبل هذه القوى المتآمرة على حقوق شعبنا وكأن التاريخ يعيد نفسه .



ورغم الأوضاع الصعبة مازال شعبنا يتمسك بأرضه داخل أراضي 48 ، ومازال قطاع غزة يقاوم حصار الأعداء وللأسف بعض الأشقاء ، كما أهلنا في الضفة الغربية يدافعون عن القدس والأقصى ، ومحاولات اغتصاب وتدمير ممتلكاتهم ومصادرة مياههم ، ومازال شعبنا في الشتات يرفض التوطين ويتمسك بعودته إلى دياره وممتلكاته، وهذا دليل على وحدة الشعب والوطن والقضية رغم كل محاولات تمرير المفاوضات العبثية مع العدو والتي لا تقدم شيئاً بل تكرس الاحتلال وتحقق أهدافه وتخدم إجراءاته .



إننا بهذه المناسبة نؤكد على التمسك بثوابتنا الوطنية وخيار استمرار المقاومة والتحرير ، والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية على أساس الثوابت ومن خلال حوار وطني شامل وصولاً لإعادة بناء ( م.ت.ف ) وتشكيل مؤسساتها وإعادة دورها الوطني على أساس الحقوق والثوابت الوطنية .







تحية لشعبنا في الداخل والخارج والمجد للشهداء



والحرية للأسرى



دمشق 2 / 11 / 2009



جبهة النضال الشعبي الفلسطيني



الإعلام المركزي



--------------------------------------------------------------------------------





1 Image
View Image
Download Selected









بيان صحفي.jpg