السبت، 17 يوليو 2010

(اسرائيل)اكذوية العصر

إسرائيل) اكذوبه العصر التي صدقها العرب
جمال البطراوي
استحدثت (اسرائيل) بقرار قبولها في عضوية الأمم المتحدة والذي جاء كنتيجة وسبب للقرارين 181 الخاص بتقسيم فلسطين التاريخية إلى دولتين عربية يهودية والقرار194 الخاص بحق العودة ،ولكن ومنذ صدور هذه القرارات والتي لم ينفذها الكيان بل واستولى على ما يقرب ال20 % زيادة على ما قررته الأمم المتحدة وبالقوة العسكرية أثناء المعارك في حرب1948 وهزيمة الدول العربية ذات الجيوش السبع ، والشعب الفلسطيني ومعه شعوب الأمة العربية يعيشون في دوامة الأكاذيب الأمريكية والأوروبية ومن خلال العديد من القرارات والمحكومة بالفيتو الأمريكي تصدرها تباعا الأمم المتحدة ولا ينفذها الكيان لصهيوني0

ومنذ أكثر من ستين عاما والمبعوثين الأمريكيين والأوروبيين لم يغادروا المنطقة العربية ولجانهم تتغير الأسماء فيها ولكنها لم تتغير في مضامينها وأهدافها ،ناهيك عن المبادرات ورسائل التضمينات المتلاحقة والمتوافقة أيضا في توقيتها وأهدافها مع الخطط العدوانية الأمريكية والصهيونية في المنطقة وكذلك مع فترات الانتخابات الامريكية0
والعرب يستحسنون هذه الأكاذيب الدولية ويستقبلون مبعوثي(السلام) بحفاوة وكرم عربي أصيل، وفي اغلب هذه اللقاءات يكون التجاوب العربي مذهلا حتى هؤلاء المبعوثين ولم يرفض لهم طلب ولو لمرة واحدة.
وبمقابل هذه الأكاذيب هناك حقائق لا يمكن إخفاؤها تنمو وتتعاظم مثبتة نفسها على ارض الواقع وهذه الحقائق تمتد باتجاهين وتديرهما إدارة واحدة.
أولهما حقيقة التنامي الواضح والعلني لاتساع المطامع والطموحات الصهيونية اغتصابا للأرض الفلسطينية وتدميرا لمنازلهم ومزارعهم وتهجيرهم وتغيير المعالم العربية والإسلامية لمدنهم وقراهم وشوارعهم ويسير ذلك في تصاعد بياني يمتد إلى مالا نهاية وما إن يتم انجاز مرحلة حتى يتقدم إلى أخرى طالبا المزيد والمزيد.
أما ثاني هذه الحقائق فهي الحالة العربية والفلسطينية والتي يزداد فيها الانحناء العربي الرسمي سقوطا عاموديا ومتسارعا إلى قاع التاريخ في انحدار وطني وقومي قاتل، ولا مبالاة فاضحة في الكثير من المواقف التي تتطلب حسما وطنيا ،ولكن وطوال الستين عاما الماضية يبدو أن الانحناء العربي مازال غير كافيا.. والطموح الصهيوني يتعدى مجرد الانحناء إلى ما هو أكثر ترويضا وإذلالا.
وما زالت معظم الحكومات العربية تعيش حالة الهزيمة الكبرى في فلسطين حتى يومنا هذا وهى وفي حقيقة الواقع تقبل بالوجود الصهيوني على ارض فلسطين بينما لا تقبل بوجد أي فلسطيني على أراضيها أو في مطاراتها ويتعرض الفلسطيني للاهانة والرفض بل للسجن بسبب جنسيته بينما يصول ويجول الارهابي الصهيوني في مطارات وفنادق هذه الدول معززا مكرما ويحظى بالاحترام والتقدير وعلم سفارته يرفف في قلب هذه العواصم وبحمايتها.

بعد الحادي عشر من سبتمبر أرادت دول الاعتدال العربي أن تثبت براءتها من صفة الإرهاب التي كادت تلتصق بها وتعيد توقيعها على صك الولاء لأمريكا وعلى حساب قضيتنا الفلسطينية وهويتنا الوطنية فتقدمت الدول العربية بمبادرة السلام العربية خلال إعمال القمة العربية في بيروت والتي يتم بموجبها التطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني والدول العربية وان يحظى الكيان الصهيوني بمعاهدة سلام كاملة الشروط والملحقات مع الدول العربية في مقابل أن تنسحب القوات الصهيونية إلى خطوط الرابع من حزيران من الأراضي التي تم احتلالها بالقوة العسكرية وصدرت عدة قرارات من الأمم المتحدة تنص على ضرورة الانسحاب منها وعدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة العسكرية.ولكن العدو الصهيوني رد على هذه المبادرة بإعادة احتلال الضفة الغربية وتجاهل العرب وقمتهم ومبادرتهم وجامعتهم العربية 0
وكان الرد العربي حاسما ومن جامعة الدول العربية حيث أصبحت هذه الجامعة الغطاء العربي الرسمي للممارسات الصهيونية حيث ساهمت في إعطاء المزيد من الفرص والوقت للاحتلال في زيادة حجم الاستيطان وتمرير المخططات الصهيونية وخصوصا في القدس تمهيدا لتهويدها بالكامل لتبقى عاصمة الكيان الأبدية وذلك من خلال مواقفها الروتينية التي لا تتعدى الشجب والاستنكار بل وان عملية السلام الدائرة والتي لم تتوقف بين سلطة أوسلو والكيان قد حظيت بالشرعية العربية من خلال إعطاء أبو مازن الحق في إجراء هذه المفاوضات والتي كان أخرها السماح بإجراء مفاوضات غير مباشرة ولمدة أربع شهور حيث انتهت هذه المدة ولم يعطي احد بالا لانتهائها ،وقامت جامعة الدول العربية بتمديد /الفترة الرئاسية / للسيد عباس في تدخل غير مقبول في الشأن الفلسطيني ،مما اذكي أسباب الخلاف الفلسطيني ولم تنفذ الجامعة العربية قرارات القمم العربية عبر لجنة المتابعة المنبثقة عنها وخصوصا قرارات إعادة الأعمار وفك الحصار والتمويل رابطة ذلك بإتمام المصالحة أولا والتوقيع على الورقة المصرية0 وكان هذا هو الرد الاستراتيجي من الجامعة العربية ،وما تزال جامعة الدول العربية متمسكة بمبادرة السلام الميتة.
وبعد فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية وخطابيه الشهيرين في القاهرة وأنقرة بدى الرجل أكثر جرأة في التعاطي مع العرب والمسلمين ومبادراته تعدت إن يتهم كسابقة الرئيس بوش بالكذب والخداع واستطاع أن يفتح أفواه البلاهة والسذاجة العربية حتى خرجت مظاهرات السلطات في بعض العواصم تهتف بحياة صلاح الدين اوباما ....
اوباما اضعف رئيس أمريكي وأخطرهم على القضية الفلسطينية ونستطيع إن نلخص ذلك في عبارات قليلة قالها اوباما،بعد لقائه الاخير بنتنياهو في البيت الأبيض ويبدو إن الرجل لم يتراجع عن كل وعوده وتعهداته السابقة فقط ولكنه أصبح في موقف من يدافع عن نفسه أمام الكيان ويتنصل من أقواله ولو عن طريق تحريفها أو تغيير القصد منها وقد تمثل ذلك بقوله بعد اللقاء مع نتنياهو انه كان يتقرب الى العالم العربي والمسلمين لحماية الكيان الصهيوني!! ويبدو أنهم اتهموه باصوله الإسلامية أو ذكروه بجذوره الإفريقية أو إمكانية ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثانية ،والرجل لم يكذب هنا، بل قال الحقيقة.
وكان المقال المشترك للمستشار السابق للأمن القومي الأمريكي بريجنسكي، وستيفن سولاز العضو السابق في الكونجرس الأمريكي ،هذا المقال الشهير وبرغم طمسه للحقوق الفلسطينية إلا انه امتاز بمهنية عالية ودقة في التحليل والتقديرات،، وهو فقط محاولة لكبح جماح الطموحات الصهيونية مرحليا،، ويخدم الأمن القومي الأمريكي بعد تورط الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وأزمتها المالية الخانقة إلا انه يأتي في ذات السياق من تسلسل الأكاذيب الأمريكية .ولم يكن مقنعا للكيان الصهيوني ويتعارض مع أهدافه إلى أن أصبح كغيره من التقارير والمقالات والتوصيات التي اصطدمت بالتحليل الواقعي للحالة العربية وطبيعة مكونات الأنظمة العربية ومرتكزاتها الأساسية، ومدى أهمية ومكانة العالم العربي وتأثيره على الأمن القومي الأمريكي، حيث أن الولايات المتحدة لها مصالحها الأمنية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة العربية ولكنها ليست بحاجة إلى التنازل عن أي شيء في مقابل هذه المصالح الموجودة فعلا فالقواعد العسكرية الأمريكية موجودة في العالم العربي بعد أن طلبت الأنظمة العربية ذلك والمال العربي يتدفق إلى المصارف الأمريكية بموافقة عربية والنفط العربي يصب في أبار النفط الصناعية الأمريكية ....أي أن ثمن السيطرة الأمريكية يساوي صفر+حماية هذه الأنظمة .بل وتعتبر هذه السيطرة من الموارد الأساسية للخزينة الأمريكية.
أما الكيان الصهيوني ورغم انه يشكل وفي كثير من الأوقات إحراجا للولايات المتحدة وعبئا كبيرا على كاهل دافع الضرائب الأمريكي إلا أن وجوده هام جدا للولايات المتحدة فهو القاعدة المتقدمة لها في تنفيذ أهدافهما المشتركة المتمثلة في إكمال السيطرة على الموارد والأرض العربية .إذن فلتذهب كل التقارير للجحيم ولتبقى إسرائيل 0
إن الوجود الصهيوني على ارض فلسطين مرهون باستمرار التخاذل الرسمي العربي والإسلامي وهبوط الحس الوطني والقومي والديني للأنظمة العربية والتي لاتستطيع أن تغضب الصهاينة والأمريكان لان وجودها على كراسيها مرهون هو كذلك بالرضى الأمريكي والصهيوني عنها.
وعلينا هنا في فلسطين والعالم العربي أن نفهم كيفية إسقاط وتفكيك رموز هذه المعادلة.
ولا يمكن للشعوب العربية أن تستقيم رؤياها عنا كفلسطينيين إلا بإعادة المسار الوطني المقاوم إلى طريقه الصحيح عبر توحدنا ولفظ رموز التهاون والتفريط والالتفاف حول مرجعياتنا الوطنية المقاومة حينها سيعيد الشعب الفلسطيني قضيته الوطنية العادلة إلى قلوب الجماهير العربية ويحركها تفاعلا قوميا ودينيا .
ولقد كان للدم الفلسطيني سبق التصدي لهذه الهجمة الصهيونية الامبريالية ويشهد العالم على قوة وصلابة وتحدي هذا الشعب ويشاركه في ذلك قوى المقاومة في لبنان والعراق ومحور الصمود العربي المقاوم للمشروع الصهيوني الأوروبي في العالم العربي ولا أقول حتى لا نكون نحن الفلسطينيين الضحية الأولى لهذه الهجمة ولكن حتى لا نكون نحن العرب بل والمسلمين جميعا ضحية التخاذل العربي فلنبدأ نحن الفلسطينيون بإنهاء انقسامنا ولنتوحد على برنامج المقاومة ولقد فشل التدخل العربي في إنهاء الانقسام..... فليكن الحل فلسطينيا خالصا ولنبدأ ألان وقبل فوات الأوان
م.جمال البطراوي
*عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني

ليست هناك تعليقات: