الخميس، 9 يونيو 2011

[أصدقاء حرف فلسطين / الشاعر أحمد الشيخ] مستند جديد: صخب‏

أنشأ المستند: "صخب‏"
Ahmed Alshiekh‪ أنشأ المستند: "صخب‏"‬

صخب

 

هل سَمِعْتَ صوتَ النار ؟

يتأجَّجُ يطوفُ باللهب

في عصرِ التمَرُّدِ 

يَسْتَلْهِمُ خطواتٍ قوية

كَجمرٍ وقّادٍ في ربوعِ الحُريّة

بإرادةِ الغارِ المُكلَّلِ

في توحُّدِ ذراتِ الرمال

في تبرعُمِ أزهارِ القرنفل

فلاحٌ يكتبُ لوحةً قَرَوِيّة

سقيمةٌ هي صحارينا

توّاقةٌ لِصهيلِ الخيل

حزينةٌ في أُتونِ الليل

عنيدةٌ صلبةٌ كالصخور

كريمةٌ في نَثْرِ البذور

بقطراتِ الرّوحِ مَرْوِيّـة

حالمةٌ كزهرِ الزعتر 

غاضبةٌ كالشّيحِ و العَوْسَج

فواقُ حُلُمِها في جَمْرةِ القُرص

مُتداني منهُ بغَضَب

مُسْتلاًّ سيفاً مُتنادِياً في غُربةٍ

مُحتضِرةٍ في ما فوقَ البنفسجية

مُتَورِّدةٌ في ما تحتَ الحمراء

تنثُرُ الحبَّ على جسدِ الضحيّة

و ما بينَ هذهِ و تِلك

نعت كلُّ الحروفِ القُرمُزِيّة

و تغَنَّتْ بالضّادِ في الأبجدِيّة

قربَ المُحال في سُؤْدُد

عربيُّ المَنْحى و المَذْهَب

طوافٌ في المِحرابِ و المَعبد

كرِهَ شُقوقَ المِلّة ...

هي الزِّلة وهي العِلّة

متُساويين في عطاءِ الرّبوبيّة

ليست الحكاية

انتشالُ الزّيرِ مِنَ البئر

و لا مطاردةُ جَسّاسٍ في البادية

و لا الوقوفُ على أشعارِ زرقاءَ اليمامة

أو التغزُّلُ بأهدابِ المنامة

فمُسَيْلمةُ قد هُزِمَ و تُهامة

و كلُّ الغزواتِ البربرية

أنا المسكونُ و المَفتون 

و المُحَلِّقُ في حَدَقاتِ العيون

تاريخٌ مِنَ الغضبِ و الصَّخَب

اصدُقنْي القولَ يا ابنَ أمي و أبي

فالرياحُ لو تراءَتْ جبلية 

ستعودُ و تهبُّ مع غَدَواتٍ بحرية

فقد جاءُ النبأُ من سبأ

تطوانَ تطوي صِحافَ الشقائق

و الأوراسُ يخرجُ من أدناهُ الخَبَأ

الشامُ عروسُ في حُلّة

تُناغي بردى بنفَحاتٍ أمويةٍ عباسية

قِطافُ الليمونِ قد حان

و براعمُ الحكاياتِ تخُطُّ الدموع 

تريدُ اغتيالَ

مَن ارتدَّ و مَن صَدَّ و مَن صَبأ

في أرضِ النوبةِ و الصعيدِ مع نيلٍ هادر

و ترنيمةٍ اسكندرانيةٍ قاهرية

أُحْجُيةٌ قاتمةٌ في دجلة

تنسابُ في خطوطِ الفرات

تذهبُ بعيدا في بتراءَ الحقول

زعفرانيةٌ قلاعُها مٍصراتية 

في حَلقِ الوادي نسجَتْ حكايةً سومرية

كالأرزِ الشامخِ المُطِلِّ على بيروت

يُجَمِّلُها ... يُطبِقُ بالصمتِ على شِفاهِ المعاني

يرسمُ قصةَ غرامي لفتاةِ مارونَ الجنوبية

أنا جبلُ طارق ألَوِّنُ الأندلس 

أغردُ على أفنانِ القدس

ثمانيةٌ منَ القرونِ غادرتْ مع أُفولِ الشمس

أرختْ الإنتصارَ و الإندحارَ و صوتَ الإعصار

ظَهركَ للجبلِ و ووجهكَ إبحار رغمَ جُنوحِ الحبِّ في ليلةٍ قمرية

و ما بين الشفقِ و الغسق

يندو جرحُ النهار

تعتصرُ ندباتِ الجروح

فتهجرَني القوافي معلنةً تمردا على الحرف

مع اندثارِ معاني الحب 

بعد تحطمِ المزهرية

فلم تعُدْ الوردةُ الحمراءُ هديةَ العشاق

ارتوتْ هذه المرةَ بكرُياتٍ بيضٍ و حُمْر

تخضبتْ بالأبيضِ اليق و الحمرة القانية

فسأل طفلٌ طفلا ؟

لماذا تغيرتْ وردةُ الحبِّ في بلادي

فصارت على الشاهدِ قصيدةً و مَرثِيّة...

رحماكَ من موجِ الجنون

في ظلمةِ الغدرِ و السجون

كم أعشقُ عودةَ الزهورِ البرية

تتمايلُ متراقصةً في واحاتٍ عربية

كم عقدٍ سأنتظر ؟!... كم قرن ؟!

و كم ألفية ؟!...

سأبحث عن قبيلةٍ أو جزيرة 

تؤرخُ هجرتي المتعبةَ في إنتظارِ جوازِ السفر

الممنوعُ عني حتى في وطني المنهك

سأرسم في حلمي هوية 

فقد تكفي لإجتيازِ الحدودِ الوهمية

 

7/6/2011

 

الشاعر أحمد الشيخ 


عرض المنشور في فيس بوك · تعديل إعدادات البريد الإلكتروني · الرد على هذا البريد الإلكتروني لإضافة تعليق.