الاثنين، 14 سبتمبر 2009

مجموعة من المؤشرات السياسية و المعلومات المسربة عبر وسائل الإعلام الأميركية و الإسرائيلية تشير إلى أن مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما الموعودة حول الصراع العربي الإسرائيلي سوف تنتهي لتحريك التفاوض مجددا على المسار الفلسطيني و في ظل تراجع أميركي واضح على جبهة تجميد الاستيطان لصالح وجهة النظر الإسرائيلية و هو ما بدا يوم أمس في المفارقة بين إعلان الموفد الرئاسي الأميركي جورج ميتشل عن قرب التوصل لاتفاق بين الجانبين بعد اجتماعه بشمعون بيريز و مسارعة نتنياهو لنفي حصول تقدم جدي .


الرئيس المصري حسني مبارك استقبل بنيامين نتنياهو يوم أمس و قد سعت القاهرة لتظهير موقف مصري مساند لفكرة تجميد الاستيطان و وقف إجراءات تهويد القدس التي أعلن نتنياهو تمسكه بها قبل سفره للقاهرة



و خلال جلسة حكومته الأسبوعية و النقطة الثانية التي حرص مبارك على تأكيدها هي رفض فكرة الدولة الفلسطينية بحدود مؤقتة و هذا الرفض كان بندا رئيسيا في الأجواء السياسية التي عممتها رئاسة السلطة الفلسطينية التي طالبت بإعلان دولي لدولة فلسطينية على حدود عام 1967 و توقعت ان تتم الاستجابة لهذا الطلب في البيان الذي سيصدر عن الرئيس باراك أوباما أمام الجمعية للأمم المتحدة أم في لقاء دولي خاص يكرس في نيويورك للموضوع الفلسطيني و التصميم نفسه على الحدود النهائية ورد في بيان أصدره السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير ردا على مذكرة وجهها مائتان من أعضاء الكونغرس إلى الملك السعودي تطالبه بمبادرة نحو إسرائيل و قد أكد الجبير اعتقاد السعودية بفشل أسلوب بناء الثقة في تجارب التفاوض السابقة و ضرورة الانطلاق من اتفاق واضح على الإطار النهائي مسبقا و خصوصا على مسألة الحدود و ستكون الحيلة الأميركية الإسرائيلية هي تكريس إعلان عام و تفخيخه بعبارة التفاوض على تعديل الحدود بين الطرفين من خلال مبدأ تبادل الأراضي و هي وجهة نظر نتنياهو القاضية بعرض مساحات من النقب مقابل المساحات المصادرة و كتل الاستيطان المفروضة في الضفة الغربية المحتلة .

أولا يوم أمس نقلت صحيفة هآرتس عن مصدر أوروبي رفيع يعتقد أنه خافيير سولانا ان التحضير لمعاودة التفاوض بين الحكومة الإسرائيلية و السلطة الفلسطينية مطلع الشهر المقبل قد بات في المراحل الأخيرة .

قالت الصحيفة أن شرط تجميد الاستيطان الذي يطالب به الأميركيون سوف يسوى عند حل وسط بعدما قبل الأميركيون شروط نتنياهو التي تعتمد التعليق الجزئي لتوسع الاستيطان و النقطة الباقية هي الفترة الزمنية حيث يصر الأميركيون على مدة سنة و يسعى نتنياهو لجعلها ستة أشهر .

أما في مضمون و آليات التفاوض فقد ذكرت الصحيفة أن المقترحات تعتمد خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جامعة (بار إيلان) في الرابع عشر من شهر حزيران (يونيو) الماضي، بمعنى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لا سيطرة لها على أجوائها ومعابرها، دون القدس ودون حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وكل ذلك بشروط أهمها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية والإعلان عن نهاية الصراع ونهاية المطالب.

ثانيا قالت مصادر أميركية و أوروبية يوم أمس ان المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني ستبدأ على قاعدة الإعلان عن دولة فلسطينية خلال سنتين بشكل رسمي و قد اقترح سولانا بأن تقوم الأمم المتحدة بضم فلسطين إليها بصفة عضو خلال سنتين، بالتنسيق مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، على حد تعبيره. وبرأيه، يهدف الإعلان المسبق عن الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة في حدود تستند إلى خطوط الرابع من حزيران (يونيو) من العام 1967 مع إمكانية تبادل مناطق، إلى دفع السلطة الفلسطينية للدخول في مفاوضات تجعل البحث في القدس و اللاجئين أمرا مؤجلا و تفتح أبواب الخضوع للشروط الإسرائيلية في الضفة الغربية تحت عنوان مبادلة الأراضي .

ثالثا من المتوقع أن يكون الإخراج الدولي لاستئناف المفاوضات بالنداء الذي سوف يعلنه أوباما و عبر اللقاء الذي سيضم الرئيس الأميركي و كلا من نتنياهو و محمود عباس في نيويورك و هو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم أمس في حين ذكرت تقارير صحافية ان الإدارة الأميركية تواصل جهودها لدفع مزيد من الحكومات العربية لإقامة علاقات اتصال و تعاون أمني و تجاري مع إسرائيل على مستويات عديدة و من غير ان يحول نتنياهو مطلب التطبيع إلى شرط مسبق لتحريك المسار الفلسطيني بعد الرضوخ لشروطه التفاوضية بصورة واضحة .